16. نماذج لروايات «مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيّ البصْرِيّ» التي تكشف ضعفه وعدم وثاقته

22هذا الرجل أحدُ الناقلين للروايات القائلة بتحريف القرآن ويكفي هذا وحده لجرحه وفضحه ومعرفة سوء حاله.

1- من تلك الروايات الحديث رقم 11 في «روضة الكافي» ونصُّها:

23"سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ الْمِصْرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِاللهِu قَالَ: قُلْتُ لَهُ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ﴾ [الجاثية/29]، قَالَ: فَقَالَ إِنَّ الْكِتَابَ لَمْ يَنْطِقْ وَلَنْ يَنْطِقَ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللهِ o هُوَ النَّاطِقُ بِالْكِتَابِ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿هَذَا كِتَابُنَا يُنْطَقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ﴾. قَالَ قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ! إِنَّا لَا نَقْرَؤُهَا هَكَذَا! فَقَالَ: هَكَذَا وَاللهِ نَزَلَ بِهِ جَبْرَئِيلُ عَلَى مُحَمَّدٍ o وَلَكِنَّهُ فِيمَا حُرِّفَ مِنْ كِتَابِ الله!!!".

ولكي يتبين لنا أنه من المستحيل أن ينطق الإمام بمثل هذا الكلام غير الموزون ويتَّضِحَ عياناً أيُّ ظُلْمٍ استباحه هذا الراوي بحق الإمام، نذكر تلك الآية المشار إليها في الحديث والآيتين التاليتين لها: ﴿هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ [أي يوم القيامة] بِالْحَقِّ، إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ. [وطبقاً لما ثبت في الكتاب فإنكم ستكونون فريقين:] فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ. وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا [فسيُقال لهم:] أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ﴾([1]) [الجاثية/ 29 - 31].

من الواضح أن المقصود من نُطْقِ الكتاب: دلالته، وفي مقطع من الآية 29 تصريحٌ أيضاً بعبارة «الاستنساخ» التي تفيد بكل وضوح أنه لا يمكن أن يكون المراد من الكتاب شخصاً معيناً.

2- 24وهذا الراوي الكذَّاب ذاته روى في الباب 165 من المجلد الأول من أصول الكافي، حديثاً يقول فيه: إن الإمام الصادق u تلا الآيتين الأولى والثانية من سورة «المعراج» المباركة على النحو التالي:

"فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: ﴿سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ. لِلْكافِرينَ [بِوَلَايَةِ عَلِيٍّ] لَيْسَ لَهُ دافِعٌ﴾ ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا وَاللهِ نَزَلَ بِهَا جَبْرَئِيلُ u عَلَى مُحَمَّدٍ o"!!([2]).

3- والراوي ذاته أعاد في الروضة من الكافي، الحديث رقم 18، نسبته إلى الإمام الصادقu أنهه قرأ الآية المذكورة من سورة المعارج بتلك الصورة المحرَّفة وادَّعى أن الإمام أقسم أن تلك السورة نزلت هكذا كما قرأها على النبيُّ o وأُثْبِتَتْ هكذا أيضاً في مصحف فاطمة!!! ونصُّ عبارة حديثه: "فَقَالَ: هَكَذَا وَاللهِ نَزَلَ بِهَا جَبْرَئِيلُ عَلَى مُحَمَّدٍ o وَهَكَذَا هُوَ وَاللهِ مُثْبَتٌ فِي مُصْحَفِ فَاطِمَةَ عليها السلام‏"!!!

هذا في حين أن سورة «المعارج» مكية، وفي ذلك الوقت لم تكن قضية ولاية علي u ولا خلافته مطروحة أصلاً، و ذِكْرُ هذه المسألة لا يتناسب مع سياق الآيات في سورة المعارج من قريب ولا من بعيد.



([1])   غنيٌّ عن التوضيح أن ما بين المعقوفتين [ ] ليس من القرآن بل هو شرح من المؤلف البرقعي للآيات. (المُتَرْجِمُ)

([2])   أصول الكافي، ج 1، ص 422، حديث 47.