46. بَابُ النَّوَادِرِ

يشتمل هذا الباب على خمسة عشر حديثاً اعتبر البهبودي الحديث التاسع والعاشر منها صحيحين، واعتبر المجلسيّ الحديث الثالث فقط صحيحاً.

متون الأحاديث الستة الأولى في هذا الباب ممتازة جداً. الحديث السادس يقول: "إِنَّ رُوَاةَ الْكِتَابِ كَثِيرٌ وَإِنَّ رُعَاتَهُ قَلِيلٌ وَكَمْ مِنْ مُسْتَنْصِحٍ لِلْحَدِيثِ مُسْتَغِشٍّ لِلْكِتَابِ".

يقول الكاتب: إن هذا الحديث بيانٌ دقيق لأوضاع زماننا حيث يقوم العلماء غالباً بتأويل القرآن لجعله منطبقاً مع الحديث!! ولا يخضعون أمام القرآن بالدرجة التي يخضعون فيها أمام الحديث!!

ß الحديث 8 - مرسل وفاقد للاعتبار. ومتنه ينقل كلاماً عن الإمام الباقر (ع) حول الآية 24 من سورة عبس، لا يتناسب مع الآية المذكورة ولا مع ما جاء بعدها، والكلام والمعنى المذكور للآية يؤدي إلى قطع الصلة والتواصل بينها وبين الآيات التالية أي يتعارض مع سياق الآيات، ومن البعيد أن يقول الإمام مثل هذا الكلام.

ß الحديث 9 - متنه جَيِّدٌ. إلا أن الكُلَيْنِيّ نفسه لم يعمل بالطبع بمضمون هذا الحديث وإلا لما روى كثيراً من الأحاديث التي ذكرها في كتابه، كالحديث الأول من الباب 38 مثلاً الذي أبدى شخص مثل المجلسي -المتخصص في تأويل الخرافات وتوجيهها - عجزه عن فهمه([1]).

ß الحديث 10 - وجود «ابن فضَّال» في سند هذا الحديث يوجب سقوطه من الاعتبار. وقد تعرَّفنا فيما سبق على أسرة «الفضَّال» الذين كانوا من رؤوس «الواقفة»([2]). وسنذكر وهنا بعض الأحاديث الأخرى من أباطيلهم كي يتضح انحرافهم أكثر، ولكي يعلم القُرَّاء أن رواياتهم تشابه غالباً الرواية رقم 15 من روضة الكافي التي لا يمكن توجيهها أو قبولها([3]).



([1])   المجلسي ، مرآة العقول، دار الكتب الإسلامية (طهران)، ج2، ص24.  

([2])   الواقفة: فرقة من الشيعة وقفت على إمامة الإمام السابع موسى الكاظم بن جعفر الصادق عليهما السلام فقالت إن موسى بن جعفر لم يمت ولم يحبس، وأنه غاب واستتر، وهو القائم المهدي، وأنه في وقت غيبته استخلف على الأمة محمد بن بشير وجعله وصيه وأعطاه خاتمه وعلمه جميع ما يحتاج إليه رعيته... فهو الإمام، وزعموا أن علي بن موسى الرضا وكل من ادعى الإمامة من ولده وولد موسى بن جعفر فمبطلين كاذبين، غير طيبي الولادة ونَفَوْهُم عن أنسابهم، وكَفَّروهم لدعواهم الإمامة وكَفَّروا القائلين بإمامتهم... وقالوا بإباحة المحارم وبالتناسخ ومذاهبهم في التفويض مذاهب الغلاة المفرطة. (من كتاب المقالات والفرق لسعد بن عبد الله الأشعري، وكتاب فرق الشيعة للنوبختي).  (المُتَرْجِمُ)

([3])   لقد ذكرنا هذه الرواية رقم 15 من روضة الكافي في الصفحة 142 - 143 من هذا الكتاب.