60. الأحاديث المتعلِّقة بهذا الباب

يمكننا أن ندرك بأدنى تأمُّل أن جماعةً من الوضَّاعين أدركوا أن حجَّة كون الإمام يتَّقي في بيان الأحكام لا تكفي لإشاعة فتاواهم المخالفة وتثبيتها بين المسلمين باسم الأئمَّة، لذا قاموا بوضع روايات أخرى لتقوية أباطيلهم أكثر، كي يقدِّموا للمسلمين - من خلال هذه الروايات - رواياتهم المخالفة للقرآن والسنَّة باسم الأئمَّة الذين كانوا موضع احترام جميع المسلمين، ويقولوا ليس من الضروري أن يلتزم الإمام في بيان رأيه بالقرآن والسنَّة لأن أمور الدين والشريعة أوكلت أساساً إلى النبيِّ والإمام، وفُوِّضَتْ إليهم!! وقد جمع الكُلَيْنِيُّ هذه الروايات في الباب 110 من الكافي. 

ولما وجدتُ أن الروايات المذكورة في ذلك الباب ترتبط بروايات الباب 22 الحالي، رأيتُ من المناسب أن أقوم - خلافاً لما فعلته في الإصدار الأول من كتابي هذا - بدراسة روايات الباب 110 هنا، ونقد أحاديثه، قبل الانتقال إلى دراسة ونقد أحاديث الباب 23 من الكافي.