69. بَابُ الْكَوْنِ وَالْمَكَانِ

يشتمل هذا الباب على ثمانية أحاديث لم يصحح الأستاذ البهبودي أياً منها، أما المجلسيّ فاعتبر الحديثين الأول والثاني صحيحين رغم أن راويهما «أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ البَرقِيُّ»! إضافةً إلى ذلك فإن الراوي «نَافِعُ بْنُ الْأَزْرَقِ»، في سند الحديث الأول، شخص مجهول.

ß الحديث 1 -  لا إشكال في متنه.

ß الحديث 2 - كما قلنا وجودُ «أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ البَرقِيِّ» في سنده يمنعنا من الثقة بالحديث. لكن متنه يقول إن رجلاً سأل الإمام الرضا (ع) فقال: إِنِّي أَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَإِنْ أَجَبْتَنِي فِيهَا بِمَا عِنْدِي قُلْتُ بِإِمَامَتِكَ! ثم سأل مسألةً يمكن لكل عالم أن يجيب عنها، وعليه يجب أن يكون كل عالم إماماً! ثم لما أجابه الإمام عن سؤاله قَامَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ فَقَبَّلَ رَأْسَهُ وَقَالَ: "أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ وَأَنَّ عَلِيّاً وَصِيُّ رَسُولِ اللهِ o وَالْقَيِّمُ بَعْدَهُ بِمَا قَامَ بِهِ رَسُولُ اللهِ o وَأَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ الصَّادِقُونَ وَأَنَّكَ الْخَلَفُ مِنْ بَعْدِهِمْ.".

هذا مع أن سؤاله لم يكن مُتَعَلِّقاً أصلاً بموضوع حكومة شخص ما أو ولاية أمره. من هذا يتبيَّن أن هذا الشخص المجهول لم يكن يهدف من سؤاله إلا إلى اختراع مذهب والتفرقة بين المسلمين.

ß الحديثان 3 و 4 - الحديث الثالث في غاية الضعف لوجود «عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ [البطائنيِّ]»([1]) في سنده. والحديث الرابع مرفوع وغير موثوق لوجود «أَحْمَدَ البَرقِيِّ» في سنده. لكن متن الحديثين لا إشكال فيه.

ß الحديثان 5 و 8 - سند الحديث الخامس يتضمَّن عيوب سند الحديث الرابع ذاتها. واعتبر المجلسيُّ هذا الحديث مجهولاً واعتبر ذيله مرسلاً. أما الحديث الثامن فهو كالحديث الخامس مروي عن «أَبِي الْحَسَنِ الْمَوْصِلِيِّ» الذي هو في غاية الضعف بسبب «سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ»([2]).

هناك علتان في متن الحديثين: العلة الأولى: أن علياً (ع) لعن اليهودي في بداية إجابته عن سؤاله وابتدأ إجابته بعبارة حادة، وهذا بعيد قطعاً عن أخلاق عليٍّu ! ولا ينسجم مع سيرة أئمَّة الدين. والعلَّة الثانية: أن عليَّاً اعتبر نفسه في نهاية الحديث "عَبْداً مِنْ عَبِيدِ رَسُولِ اللهِ"([3]). وهذه الجملة بعيدة عن شأن ذلك الإمام الهمام. ولم يكن أي أحد من أصحاب النبي o في صدر الإسلام يعتبر نفسه عبداً من عبيد النبي o، بل كان الصحابة يعتبرون أنفسهم من أتباع النبي o والمطيعين له.

ß الحديثان 6 و 7 - الحديث السادس ضعيفٌ بسبب «سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ» والحديث الذي بعده مرفوع. أما متن الحديثين فلا إشكال فيه.



([1])   بيَّنَّا حاله في الصفحة 244 فما بعد من هذا الكتاب.

([2])   بيَّنَّا حاله في الصفحة 80فما بعد من هذا الكتاب.

([3]) لقد نَسَبَ الراوي قول تلك الجملة إلى علي (ع) مع أنه هو القائل: "لا تَكُنْ عَبْدَ غَيْرِكَ وقَدْ جَعَلَكَ اللهُ حُرّاً" (نهج البلاغة، الرسالة 31).