92. بَابُ الْبَدَاءِ

يشتمل هذا الباب على ستة عشر حديثاً صحَّح الأستاذ البهبودي منها ثمانية أحاديث هي الأحاديث 1 و2 و3 و4 و7 و8 و9 و10. أما المجلسيّ فصحَّح الأحاديث 1 و9 و11 واعتبر الحديثين 6و7 مجهولَين بمنزلة الصحيح(!!) واعتبر الأحاديث 2 و3 و4 و15 حسنةً.

واعلم أن إحدى عقائد الشيعة الإمامية مسألة البداء التي ذكر لها المجلسيّ عدة توجيهات، لكنا لا نجد في كتاب الله ولا في سنة رسول الله J القطعية ذكراً واضحاً لها. ولهذا فإن هذه العقيدة تعرَّضت إلى النفي والإثبات في المذاهب الإسلامية. ولا يتَّسع المجال في كتابنا هذا لذكر بحث مفصل حول هذه المسألة، وسوف نحلل هذه الأحاديث سنداً، ولو رأينا في متونها أموراً تخالف كتاب الله فسنبينها.

ß الحديث 1 - رغم أن هذا الحديث اُعتُبِر صحيحاً([1])، إلا أنه لما كان رواته قد رووا في أبواب الكافي المختلفة خرافات كثيرة، فإننا لا نستطيع أن نثق بنقلهم. ومتن الحديث أيضاً موضع تأمل، لأن الحديث يعتبر الاعتقاد بالبداء أهم وأعلى من أي عبادة أخرى، هذا مع أنه من المُسَلَّم به والواضح لكل مسلم أن الاعتقاد بتوحيد الله أهم من أي أمر آخر بما في ذلك البداء.

ß الأحاديث 2 و 3 و 4 - اعتبر المجلسيّ هذه الأحاديث في رتبة الحديث الحسن.

ß الحديث 5 - لم يصحِّح كلا المجلسيّ والبهبودي هذا الحديث. والمثير للانتباه إلى أن واضع هذا الحديث أخطأ عندما أراد أن يذكر آية من القرآن فبدلاً أن يقول: ﴿أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ﴾ [مريم/67]. التي هي بداية الآية 67 من سورة مريم، ذكر بداية الآية 77 من سورة يس وألصقها ببقية الآية 67 من سورة مريم!!، وليس هناك أي اختلاف في هذا الأمر بين نسخ الكافي المختلفة لذلك لا يمكن أن نعتذر عن ذلك بحجَّة خطأ النُسَّاخ([2]).

لو كان لجناب الكُلَيْنِيّ - الذي أُثنِي عليه وبُجِّل كل ذلك التبجيل - علمٌ كاف بالقرآن الكريم لأدرك أنه لو تليت تلك الآية بتلك الصورة على الإمام لنبه الإمام قارئها قطعاً إلى خطئه ولم يسكت عنه.

ß الأحاديث 6 و 7 و 8 - أحاديث مجهولة.

ß الحديث 9 - اعتبروا هذا الحديث صحيحاً مع أن في سنده «الْحُسَيْنَ بْنَ سَعِيدٍ» الذي كان من الغلاة ورُويت عنه أحاديث تتعارض مع القرآن. وراويه الآخر «الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ» الذي سنتعرف به قبل أن نحلل متن الحديث:



([1])   اعتبر المجلسيّ ذيل الحديث المنقول عن ابن أبي عمير مرسلاً.

([2])   لتسهيل المقارنة بين الآيتين المذكورتين نذكر هنا نص الآيتين:

﴿أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا﴾ [مريم/67].

﴿أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ﴾ [يس/77].