128. بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ (ع) خُلَفَاءُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَرْضِهِ وَأَبْوَابُهُ الَّتِي مِنْهَا يُؤْتَى

أورد الكُلَيْنِيّ في هذا الباب 3 أحاديث لم يعتبر المَجْلِسِيّ ولا البِهْبُودِيّ أيّاً منها صحيحاً، وصرَّح المَجْلِسِيّ بضعفها جميعاً!

ومن المثير أن علماءنا - كما ذكرنا في الصفحات 359- 360 - ينتقدون «البخاري» لأنه يذكر أحياناً أحاديث لا تتناسب مع عنوان الباب الذي عقده لأجلها، ولكنهم يتجاهلون ويتناسَوْن أن الكُلَيْنِيّ يعقد مرات عديدة أبواباً ثم لا يأتِ فيها حتى بحديثٍ صحيحٍ واحدٍ! نعوذ بالله من الحميَّةِ والتعصُّب. والباب 70 في الكافي، الذي نحن فيه الآن، نموذج لهذه الأبواب.

ß الحديث 1 - رواه عددٌ من الضعفاء منهم «مُعَلَّى بْنُ مُحَمَّدٍ» الذي وصفه النجاشي بأنه مضطرب الحديث والمذهب، وهو من رواة حديث إرضاع أبي طالب للنبي J، وراوٍ لِـ 33 حديثاً من أحاديث الباب 165 الفاضح في الكافي. إن روايات «مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ» - كما لاحظتم نماذج لها في الصفحات السابقة - خرافية في الغالب. نذكر هنا نموذجاً من أباطيله وهو الحديث الثاني من الباب 85 من الكافي([1]).

هذا الحديث مرفوع وليس له من راو سوى «مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ». يدَّعي في حديثه -دون أن يذكر لنا اسم أي إمام من الأئمَّة- أن الآية التي تكرَّرت في سورة الرحمن، أي قوله تعالى: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ [الرحمن/13]، كانت في الأصل كما يلي: "فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ أَبِالنَّبِيِّ أَمْ بِالْوَصِيِّ تُكَذِّبَانِ؟"، وكأنه يريد القول إن هناك آيةً حُذِفَت من القرآن -نعوذ بالله-! هذا مع أن سورة الرحمن مكية، وفي تلك الفترة لم يكن موضوع الوصية مطروحاً أصلاً، حتى يصدقه أو يكذبه أحد.

أيها القارئ المحترم! لاحظ أن الكُلَيْنِيّ أورد هذا الحديث في كتابه دون أي تذكُّر أو تعليق أو اعتراض على مضمونه، ثم هو يدَّعي أن كتابَه حاوٍ للآثار الصحيحة عن الصادِقِيْنَ!!

والقصة الخامسة في الباب 175 في الكافي هي من رواية «مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ» هذا أيضاً وقد ادَّعى فيها علم الأئمَّة بالغيب وصنعهم المعجزات، وقد أثبتنا مراراً في هذا الكتاب بطلان مثل هذه الادعاءات فلا نكرر ما قلناه.

نعم مثل «مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ» هذا روى لنا هذا الحديث الأول من هذا الباب الذي ينسب إلى الإمام الرضا (ع) قوله: "الْأَئِمَّةُ خُلَفَاءُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَرْضِهِ!!".



([1])   كِلَا المَجْلِسِيّ والبِهْبُودِيّ لم يصحِّحا أي حديث من أحاديث الباب 85 في الكافي. وصرح المَجْلِسِيّ بضعفها جميعها! ويمكننا أن نطلق على الباب 85 من  الكافي باب «مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ» بامتياز، لأن الأحاديث الأربعة المذكورة فيه كلها من روايته. إن الباب المذكور هو كالباب 70 في الكافي الذي لا يتضمن حتى حديثاً صحيحاً واحداً! بالطبع يجب أن لا ننسى أن «الحسين بن محمد الأشعري» هو الذي روى للكليني هذه الأباطيل.