264. بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ (ع) كُلَّهُمْ قَائِمُونَ بِأَمْرِ اللهِ تَعَالَى هَادُونَ إِلَيْهِ

أورد الكُلَيْنِيُّ في هذا الباب ثلاثة أحاديث، ولم يُصَحِّح المَجْلِسِيُّ ولا البِهْبُودِيُّ أيَّاً منها. اعتبر المَجْلِسِيُّ الحديثَ الأوَّلَ مَجْهُولاً والحديثين التاليين ضعيفين. وفي الواقع إن سند الحديثين الأخيرين في غاية الضعف.

في الحديث الأول أخَّر الإمامُ - الذي يقول الكُلَيْنِيّ إنه عالم بالغيب وعليم بما في صدور الناس!- سائلَه شهراً كاملاً، وفي نهاية المطاف قال له: لستُ المهديَّ الموعود! ونحن لا نظنُّ بشخصية الإمام الرفيعة أبداً مثل هذا الظن بأنه يُمكن أن يتصرف مع مُحبِّيه بمثل هذا التصرف.

في الحديث الثالث ادَّعى عددٌ من الكذَّابين عن «عبد الله بن سِنَان»([1]) أن الإمام الصادق u قال: "﴿يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ﴾. [الإسراء/ 71] قَالَ: إِمَامِهِمُ الَّذِي بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ وَهُوَ قَائِمُ أَهْلِ زَمَانِهِ!!".

ونقول: أولاً: سورة الإسراء مكية وفي ذلك الزمن لم يكن هناك أيُّ نقاش حول الإمام والإمامة.

ثانياً: الآيتان 71 و72 من سورة الإسراء تتحدثان عن يوم القيامة ولا علاقة لهما بالإمام سواءً كان قائماً أم غير قائم، وكلمة «إمام» في هذه الآية - كما قلنا من قبل - معناها «صحيفة الأعمال» وليست بمعنى الإمام الذي هو مرشد الناس وقائدهم، ومن المقطوع به أن الإمام الصادق u كان يعلم أفضل من جميع الآخرين أن الآية - بدلالة القرائن التي فيها - لا علاقة لها بالإمام والإمامة (راجعوا ما ذكرناه حول هذه الآية في الصفحة 319من هذا الكتاب).

ثالثاً: لو كان ما ذكره الحديث من تفسيرٍ للآية صحيحاً فأيُّ معنى سيكون للآية في زماننا هذا حيث لا إمام بين أظهرنا؟



([1])   للتعرف على حاله راجعوا الصفحات 336 و 420 و 960 - 961 من الكتاب الحالي.