231. بَابُ أَنَّ الْجِنَّ يَأْتِيهِمْ فَيَسْأَلُونَهُمْ عَنْ مَعَالِمِ دِينِهِمْ وَيَتَوَجَّهُونَ فِي أُمُورِهِمْ

يشتمل هذا الباب على سبعة أحاديث لم يُصحِّح المَجْلِسِيّ ولا البِهْبُودِيّ أي واحد منها. اعتبر المَجْلِسِيّ الحديث 1 مجهولاً والأحاديث 2 و5 و6 ضعيفةً والحديث 3 مُرْسَلاً والحديث 4 حسناً وذيله مُرْسَلاً، والحديث 7 ضعيفاً أو مجهولاً.

راوي الحديثين الأول والثالث شخص كذّاب ناووسي المذهب يُدْعى «سَعْدٌ الْإِسْكَافُ» الذي عرّفنا به فيما سبق (ص 495). أما راوي الحديث السادس فهو «عَمْرُو بْنُ شِمْرٍ بن يزيد الجُعْفِيّ» الذي اعتبره علماء الرجال ضعيفاً جداً، وكما قال الأستاذ «هاشم معروف الحسني» والأستاذ «محمد باقر البهبودي» كان ينسب أكاذيبه إلى «جابر الجُعْفِيّ» وقد رد الأستاذ «معروف الحسني» الأحاديث 1 و5 و6 من هذا الباب([1]).

في الحديثين الرابع والسابع سمع «سدير» و«جابر» صوت الجنّ ولم يُصابا بالحمّى، أما في الحديث الخامس فسمعت «حكيمة» صوت الجنّ فأصيبت بالحمى لمدة سنة! ونقول: إنّ الله تعالى سخّر الجنّ لسليمان u، وليس لدينا دليلٌ على أنّه سخّر الجنّ لغيره من الأنبياء فما بالك بالأئمَّة؟! بل يمكننا أن نستنبط من القرآن أنّ النبيّ الأكرم J لم يكن على ارتباط وصلة مباشرة من الجنّ بل كان يعلم أخبارهم من طريق الوحي فقط (الأحقاف/29، الجن/1). وفي رأينا إن أفضل دليل على كذب هذه الأحاديث وبطلانها هو متونها.



([1])   هاشم معروف الحسني، الموضوعات في الآثار والأخبار، ص 233 - 234.