242. بيانٌ لذكرى شخصية:

عندما كنت في السجن فتح أحد الشيوخ كتاباً من كتب أهل السنة أمامي وأراني حديثاً فيه يدل على التحريف، -ولا أتذكر الآن هل كان ذلك الكتاب صحيح مسلم أم صحيح البخاري أم تفسير الدر المنثور-، وقال: إن لم تكن أجيراً لأهل السنة فلماذا لا تعترض على هذا الحديث ولا تكتب رداً عليه؟ فهذا أيضاً من الأحاديث التي تدل على التحريف؟ فلماذا صببت حقدك على الكُلَيْنِيّ فقط؟

فقلتُ: أولاً: يعلم الله أن ليس في قلبي أي حقد على الكُلَيْنِيّ، وأنتَ شابٌّ لا تعرفني جيداً، ولكن كثيراً من الشيوخ المعروفين مثل «منتظري» و «مهدوي كني» و«أنواري» و«گلپايگاني» وغيرهم يعرفونني جيداً ويعلمون أنني كنت في شبابي متعصِّباً جدّاً للكافي وللكُلَيْنِيّ.

ثانياً: لقد قرأت كثيراً من كتب أهل السنة ولا أعتبرها خالية من العيوب والخرافات، لكن شعبنا لا يهتم بالصحيحين وكتب السيوطي أو سنن الترمذي وغيرها، فليس هناك خطر من جانب هذه الكتب عليه.

ثالثاً: ينبغي أن لا تغضب مني بل أن ينصب غضبك على الكُلَيْنِيّ الذي أتى بمثل هذه الفضائح ولم يترك لك مجالاً أو لساناً لانتقاد كتب أهل السنة. ولو لم يجمع تلك الأحاديث الفاضحة في الكافي لكنتَ تستطيعُ اليوم بسهولة أن تنتقد أهل السنة بشأن ما في كتبهم من أحاديث موهمة للتحريف.

رابعاً: إن كنتَ منزعجاً من عملي فأطلق سراحي من السجن وأرسلني إلى الأردن أو إلى المغرب أو إلى مصر أو باكستان. فأقسم لك أنني لن أذكر شيئاً عن الكُلَيْنِيّ والصدوق هناك لأن الناس لا تعرف كتاب «الكافي» ولا كتاب «من لا يحضره الفقيه» ولا تهتم بهما هناك، فليس في الكتابين أي خطر على عقائد الناس ثمَّةَ، وهناك سيكون من الواجب عليّ أن أُبيّن عيوب الصحاح والسنن - وليست الأحاديث الدالة على التحريف سوى أحد عيوبها فقط-.  إنني خادمٌ للقرآن ولست خادماً للكُلَيْنِيّ ولا للبخاري.