186. بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ (ع) لَمْ يَفْعَلُوا شَيْئاً وَلَا يَفْعَلُونَ إِلَّا بِعَهْدٍ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَمْرٍ مِنْهُ لَا يَتَجَاوَزُونَهُ

جاءت في هذا الباب خمسة أحاديث لم يُصحِّح الأستاذ البِهْبُودِيّ أيّاً منها، وضعَّف المَجْلِسِيّ الأحاديث 1 و3 و5، واعتبر الحديث 2 مجهولاً والحديث 3 صحيحاً، والحديث 3 هو في الواقع جزء من الحديث الرابع في الباب 106، قد كرَّره الكُلَيْنِيّ هنا.

وليس لرواة أحاديث هذا الباب وضعٌ حسنٌ، فمن جملتهم «أَبُو جَمِيلَةَ»  (الحديث الأول) و«أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ العاصميّ» و«جَعْفَرُ بْنُ نَجِيحٍ» (الحديث الثاني)، و«الْحَارِثُ بْنُ جَعْفَرٍ» و«عَلِيُّ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَقْطِينٍ» (الحديث الرابع) وَهُمْ مجاهيلُ كُلُّهُم! و«مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الْعُمَرِيُّ» (الحديث الثاني) مجهولٌ أيضاً.  فإن كان هو «مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْعُمَرِيُّ» فإنه الشخص الذي ادَّعى البابية وقال أنا سفير الإمام، فلُعِنَ على لسان الإمام. و«عِيسَى بْنِ الْمُسْتَفَادِ أَبِي مُوسَى الضَّرِيرِ» (الحديث الرابع) أيضاً رجلٌ ضعيفٌ عند علماء الرجال، ورواياته مضطربة.

يروي الكُلَيْنِيّ عن أمثال أولئك الرواة الضعفاء الذين لا اعتبار لروايتهم أموراً تخالف كتاب الله والعقل؛ إذْ يدَّعي: "إِنَّ الْوَصِيَّةَ نَزَلَتْ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى مُحَمَّدٍ كِتَاباً لَمْ يُنْزَلْ عَلَى مُحَمَّدٍ‏ o كِتَابٌ مَخْتُومٌ إِلَّا الْوَصِيَّةُ. فَقَالَ جَبْرَئِيلُ u: يَا مُحَمَّدُ! هَذِهِ وَصِيَّتُكَ فِي أُمَّتِكَ عِنْدَ أَهْلِ بَيْتِكَ. [وذكر أنه تمَّ في هذا الكتاب بيان الأعمال التي يجب أن يعمل بها كل وصي!]

ويذكر الحديث أنه عندما قام جبريل بتسليم  الكتاب إلى النبي J قَالَ رَسُولُ اللهِ‏ o لَهُ: أَيُّ أَهْلِ بَيْتِي يَا جَبْرَئِيلُ؟ قَالَ: نَجِيبُ اللهِ مِنْهُمْ وَذُرِّيَّتُهُ، لِيَرِثَكَ عِلْمَ النُّبُوَّةِ كَمَا وَرَّثَهُ إِبْرَاهِيمُu وَمِيرَاثُهُ لِعَلِيٍّ u وَذُرِّيَّتِكَ مِنْ صُلْبِهِ..... 

وقال: (في الحديث الثاني):  وَكَانَ عَلَى الْكِتَابِ خَوَاتِيمُ مِنْ ذَهَبٍ فَدَفَعَهُ النَّبِيُّ J إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ u وَأَمَرَهُ أَنْ يَفُكَّ خَاتَماً مِنْهُ وَيَعْمَلَ بِمَا فِيهِ!

وفي الحديث أن الحادثة وقعت عندما نزل الأمر بالنبي J بالرحيل عن الدنيا (أي قبيل وفاته) وأنَّ جَبْرَئِيلَ قَالَ للنبيِّ: "يَا مُحَمَّدُ مُرْ بِإِخْرَاجِ مَنْ عِنْدَكَ إِلَّا وَصِيَّكَ لِيَقْبِضَهَا مِنَّا وَتُشْهِدَنَا بِدَفْعِكَ إِيَّاهَا إِلَيْهِ ضَامِناً لَهَا يَعْنِي عَلِيّاً u، فَأَمَرَ النَّبِيُّ‏ o بِإِخْرَاجِ مَنْ كَانَ فِي الْبَيْتِ [من الأغيار] مَا خَلَا عَلِيّاً u وَفَاطِمَةُ فِيمَا بَيْنَ السِّتْرِ وَالْبَابِ. .......

[ولما اختلى النبيُّ بعليٍّ وفاطمة أعطى الكتاب لعليٍّ وقال له]: "..... يَا عَلِيُّ أَخَذْتَ وَصِيَّتِي وَعَرَفْتَهَا وَضَمِنْتَ لِـلَّهِ وَلِيَ الْوَفَاءَ بِمَا فِيهَا فَقَالَ عَلِيٌّ u نَعَمْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي عَلَيَّ ضَمَانُهَا وَعَلَى اللهِ عَوْنِي وَتَوْفِيقِي عَلَى أَدَائِهَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ‏ o ... يَا عَلِيُّ! تَفِي بِمَا فِيهَا مِنْ مُوَالَاةِ مَنْ وَالَى اللهَ وَرَسُولَهُ وَالْبَرَاءَةِ وَالْعَدَاوَةِ لِمَنْ عَادَى اللهَ وَرَسُولَهُ وَالْبَرَاءَةِ مِنْهُمْ عَلَى الصَّبْرِ مِنْكَ وَعَلَى كَظْمِ الْغَيْظِ وَعَلَى ذَهَابِ حَقِّي وَغَصْبِ خُمُسِكَ وَانْتِهَاكِ حُرْمَتِكَ. فَقَالَ عَلِيٌّ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ! فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ u ....  فَصَعِقْتُ حِينَ فَهِمْتُ الْكَلِمَةَ مِنَ الْأَمِينِ جَبْرَئِيلَ حَتَّى سَقَطْتُ عَلَى وَجْهِي وَقُلْتُ: نَعَمْ قَبِلْتُ وَرَضِيتُ وَإِنِ انْتَهَكَتِ الْحُرْمَةُ وَعُطِّلَتِ السُّنَنُ وَمُزِّقَ الْكِتَابُ وَهُدِّمَتِ الْكَعْبَةُ وَخُضِبَتْ لِحْيَتِي مِنْ رَأْسِي بِدَمٍ عَبِيطٍ صَابِراً مُحْتَسِباً أَبَداً حَتَّى أَقْدَمَ عَلَيْكَ!!..."

ومن جملة ما جاء من أمر خاص في ذلك الكتاب للإمامين الباقر والصادق -عليهما السلام - أن قال (في الحديث الثاني): "ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى ابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ u فَفَكَّ خَاتَماً فَوَجَدَ فِيهِ حَدِّثِ النَّاسَ وَأَفْتِهِمْ وَلَا تَخَافَنَّ إِلَّا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَإِنَّهُ لَا سَبِيلَ لِأَحَدٍ عَلَيْكَ فَفَعَلَ ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى ابْنِهِ جَعْفَرٍ فَفَكَّ خَاتَماً فَوَجَدَ فِيهِ حَدِّثِ النَّاسَ وَأَفْتِهِمْ وَانْشُرْ عُلُومَ أَهْلِ بَيْتِكَ وَصَدِّقْ آبَاءَكَ الصَّالِحِينَ وَلَا تَخَافَنَّ إِلَّا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَنْتَ فِي حِرْزٍ وَأَمَانٍ فَفَعَلَ".

أو يقول الراوي (كما في الحديث الرابع) أنه سأل الإمام موسى الكاظم (ع) قائلاً: "فَقُلْتُ أَكَانَ فِي الْوَصِيَّةِ تَوَثُّبُهُمْ وَخِلَافُهُمْ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ u؟ فَقَالَ: نَعَمْ وَاللهِ شَيْئاً شَيْئاً وَحَرْفاً حَرْفاً!!".

وجاء في هذه الأحاديث أنَّه كان على ذلك الكتاب أو الصحيفة خَوَاتِيمُ، وأنه كان على كل إمام أن يفتح الخاتم الخاص به، ويعمل بما هو مكتوب في الصحيفة! ولكن الروايات اختلفت في ذكر هذا الموضوع، فجاء مثلاً في الحديث الخامس: "إِنَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا صَحِيفَةً فِيهَا مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ فِي مُدَّتِهِ". في حين جاء في سائر الأحاديث - ومنها الحديثان الأول والثاني - أن الصحيفة كان عليها عدَّة خواتيم (مثلاً ثلاثة عشر خاتماً أو أربعة عشر) ونص عبارتهما: (وَكَانَ عَلَيْهَا خَوَاتِيمُ - وَكَانَ عَلَى الْكِتَابِ خَوَاتِيمُ)!!

وعلى كل حال فهذه الأحاديث مضادَّة للقرآن ومخالفة للعقل والتاريخ، لما يلي: أولاً: لماذا سأل النبي J: أَيُّ أَهْلِ بَيْتِي يَا جَبْرَئِيلُ؟ فقَالَ: نَجِيبُ اللهِ مِنْهُمْ وَذُرِّيَّتُهُ؟  أولستم تقولون إن رسول الله J نصب علياً (ع) قبل حوالي شهرين من وفاته وصياً وخليفةً له على المسلمين؟! إن كان حديث غدير خم على المعنى الذي يقوله علماؤنا، لَمَا سأل النبي J أبداً: أَيُّ أَهْلِ بَيْتِي يَا جَبْرَئِيلُ؟ (فتأمَّل).

من هذا يَتَبَـيَّنُ أنه في الزمن الذي تمّ وضع هذا الحديث فيه لم يكن أحد يعتبر حادثة الغدير دالّة على نصب عليّ u بالخلافة مباشرةً بعد النبي J.

ثانياً: إذا كان عليٌّ وأولاده يرثون النبي J ففي هذه الحالة سيرث النبي أيضاً «أبو بكر بن علي» و «عثمان بن علي» اللذَيْن استُشهِدا في واقعة كربلاء مع حضرة سيد الشهداء u، و«محمد بن الحنفية» وسائر أولاد علي u كذلك، مع أنكم لا تقولون بوراثة هؤلاء الأشخاص للنبيJ.

ثالثاً: إن نزول صحيفة وكتاب سماوي غير القرآن، إضافة إلى مخالفته للعقيدة الإسلامية، يتعارض مع الحديث الرابع في الباب 61، ومع الحديث الثالث في الباب 111 من أصول الكافي([1]). وقال الإمام الصادق u: "إِنَّ اللهَ عَزَّ ذِكْرُهُ خَتَمَ بِنَبِيِّكُمُ النَّبِيِّينَ فَلَا نَبِيَّ بَعْدَهُ أَبَداً، وَخَتَمَ بِكِتَابِكُمُ الْكُتُبَ فَلَا كِتَابَ بَعْدَهُ أَبَداً"([2]).

رابعاً: تقول مثل هذه الأحاديث المفرِّقة بين المسلمين التي تُفرِّح قلوب الأعداء، وتُعْجِبُ الشيطان، إن المهاجرين والأنصار غصبوا حقَّ عليٍّ (ع) الإلهي. وهذا الكلام مخالفٌ للقرآن قطعاً. فقد أنزل الله تعالى في القرآن الكريم آيات عديدة في مدح المهاجرين والأنصار والثناء عليهم وتمجيدهم واعتبرهم مؤمنين صادقين ووعدهم بالجنّات وصرَّح بأنه رضي عنهم، فكيف يمكن أن ينقصوا دين الله ويتنكَّروا لأمر الحق تعالى ويزيحوا جانباً حضرة علي u المنصوب في مقام الخلافة مِنْ قِبَلِ الله؟!!! وقد ذكر أخونا الفاضل المرحوم قلمداران عدداً من آيات القرآن التي نزلت في مدح المهاجرين والأنصار في كتابه الشريف «شاهراه اتحاد» [طريق الاتحاد] (ص 47 فما بعد).

ونحن سنذكر هنا أيضاً باختصار بعض الآيات التي وردت في ذلك:

قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ... ..... وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ [الأنفال/72 و74]

وقال تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ....﴾ [الفتح/29]

وقال سبحانه أيضاً: ﴿لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 88 أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾  [التوبة/88 - 89]

وقال سبحانه: ﴿لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾  [الحديد/10]

وقال أيضاً: ﴿وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ 99 وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾  [التوبة/99 -100]

وقال كذلك: ﴿لَقَدْ تَابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾  [التوبة/117].

في هذه الآية وضع الله تعالى اسم نبيه الكريم إلى جانب المهاجرين والأنصار وعطفهم على رسوله الكريم ويكفي هذا فخراً لهم، وصرَّح تعالى بأنه غفر لهم.

وقال تعالى أيضاً: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا﴾ [الفتح/18]

وعشرات الآيات الأخرى المشابهة.

هل كان الذين أنزل اللهُ  - الحكيم علّام الغيوب والعالم بالسرائر والمطَّلع على عاقبة عباده- فيهم مثل هذه الآيات في كتابه أحداً سوى الخلفاء الراشدين وأنصارهم؟ هل القرآن صادق في قوله إنّ هؤلاء الصحابة ذوي عاقبة حميدة ولن يرتدّوا، أم رواة الكُلَيْنِيّ الغلاة معلومو الحال الذين يعارضون ما يقوله القرآن ويقولون بدلاً من ذلك إن جميع أولئك الصحابة باستثناء ثلاثة أشخاص أو سبعة ارتدوا وخانوا أمر الله وغصبوا حق عليّ u؟!!

ماذا كان على المهاجرين والأنصار الذين لم يكن لهم أي علم بصحيفة رواة الكُلَيْنِيّ السرّيّة أن يفعلوا؟! ألم يكن من الضروري أن يحفظوا كيان الدولة الإسلامية حديثة النشأة ويحاربوا الأعداء؟ هل كان عليهم، لأجل حفظ دعوة الإسلام ونشرها، أن ينتظروا إذْنَ الغلاة ووضّاعي الحديث كي يأتوا بعد عدة قرون ويصنعوا لهم خليفةً منصوصاً عليه من الله!!

هل يرضى عليٌّ وأولاده الكرام (ع) بكلام الكذَّابين والغلاة والأفراد مضطربي الحديث هؤلاء؟! قطعاً ويقيناً لا يرضون به! وقد ذكرنا سابقاً (ص 161-162) أن حضرة السجَّاد (ع) أثنى على أصحاب النبي J ومدحهم ، وحضرة عليٍّ (ع) أيضاً ذَكَر الخلفاء بالخير([3]).

وقد تكلَّمنا من قبل أيضاً عن دعوى ارتداد أصحاب النبيّ بعد رحيله J (الصفحة 220-221). وبناء على ذلك يَتَبَـيَّنُ أن المهاجرين والأنصار كانوا مؤمنين انتخبوا بسرعة رجلاً منهم كي يتوَلَّى زمام أمورهم، حرصاً منهم على حفظ الإسلام وعلى تدبير أمور الأمة ومنعاً للكفار والمشركين من أن يسيطروا على المسلمين، و بهذا حالوا دون وقوع الفرقة بين المسلمين، وحفظوا كيان الإسلام. ولولا ذلك لقام المرتدُّون ومدَّعو النُّبُوَّة الكذَّابون والآلاف من جنودهم بوأدِ الإسلام في مهده.

فالمهاجرون والأنصار أدّوا واجبهم إذاً، وإن كان في عملهم بعض العيب أو النقص فإنه بعد مبايعة عليّ (ع) للخليفة المنتخب لم يعد لأحد الحق في أن يكون أكثرَ ملكيةً من الملك ويتدخّل في أمر الصحابة ويقول لماذا فعلوا كذا وكان عليهم أن يفعلوا كذا، خاصةً الذين يدّعون اتِّباع عليٍّ (ع) وحبّه! (فتأمّل).

لاحظوا أن الله تعالى يقول إنّ المهاجرين إذا مكّنهم الله في الأرض: ﴿أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ...﴾ [الحج/41]، لكن رواة الكُلَيْنِيّ يقولون: بمجرّد أن مكّن الله المهاجرين في الأرض قاموا بغصب حق عليٍّ (ع) المنصوب مِنْ قِبَلِ الله!!

خامساً: لا تتفق أقوال عليٍّ (ع) وأفعاله مع ما جاء في هذه الصحيفة الموضوعة. إذ جاء في هذه الصحيفة: "تَفِي بِمَا فِيهَا مِنْ مُوَالَاةِ مَنْ وَالَى اللهَ وَرَسُولَهُ وَالْبَرَاءَةِ وَالْعَدَاوَةِ لِمَنْ عَادَى اللهَ وَرَسُولَهُ وَالْبَرَاءَةِ مِنْهُمْ". ففي هذه الحالة، فإنّ الذين تعدَّوا أمر الله وخالفوه وغصبوا الخلافة المباشرة لعليٍّ بعد النبيّ يجب أن يُعتَبَروا أعدى أعداء الله. فكيف بايعهم عليٌّ وصلَّى خلفهم وزوّج ابنتَه من أحدهم وقبله صهراً له وأرسل حضرات الحسنين - عليهما السلام - إلى بيت عثمان ليحرساه ويدافعا عنه وسمّى أولاده باسم الخلفاء و.....؟ هل هكذا تكون المعاداة والبراءة؟!!

سادساً: جاء في هذه الصحيفة أنّ الله أخذ العهد على عليٍّ "عَلَى الصَّبْرِ مِنْكَ وَعَلَى كَظْمِ الْغَيْظِ وَعَلَى ذَهَابِ حَقِّكَ وَغَصْبِ خُمُسِكَ وَانْتِهَاكِ حُرْمَتِكَ"، فقبل عليٌّ ذلك وقال: "نَعَمْ قَبِلْتُ وَرَضِيتُ وَإِنِ انْتَهَكَتِ الْحُرْمَةُ وَعُطِّلَتِ السُّنَنُ وَمُزِّقَ الْكِتَابُ وَهُدِّمَتِ الْكَعْبَةُ وَخُضِبَتْ لِحْيَتِي مِنْ رَأْسِي بِدَمٍ عَبِيطٍ صَابِراً مُحْتَسِباً أَبَداً حَتَّى أَقْدَمَ عَلَيْكَ!!!".

ونسأل: يا تُرى لو عُطِّلَت السنن ومُزِّق القرآن وهُدِّمَت الكعبة ومع ذلك صبر الإمام ولم يحرِّك ساكناً فما هي فائدة الإمام إذاً، ولماذا نصب الله مثل هذا الإمام؟

سابعاً: هذه الوصية الموضوعة تتعارض مع كلمات الإمام عليٍّ (ع)، الذي قال: "أَلا وإِنِّي أُقَاتِلُ رَجُلَيْنِ رَجُلاً ادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ وآخَرَ مَنَعَ الَّذِي عَلَيْهِ" (نهج البلاغة، الخطبة 173). إذاً، عدم محاربة عليٍّ للخلفاء الثلاثة قبله وتعاونه معهم ونصحه المخلِص لهم دليل على أنّه لم يكن يعتبرهم غاصبين، بعكس محاربته لمعاوية بسبب ادّعائه أمراً باطلاً ورفضه قبول الحق ولذلك لم يصبر عليّ معه.

ثامناً: جاء في هذه الصحيفة خطاباً لحضرات الصادِقَيْن -عليهما السلام-: "حَدِّثِ النَّاسَ وَأَفْتِهِمْ وَانْشُرْ عُلُومَ أَهْلِ بَيْتِكَ.. وَلَا تَخَافَنَّ إِلَّا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ (فَإِنَّهُ لَا سَبِيلَ لِأَحَدٍ عَلَيْكَ) وَأَنْتَ فِي حِرْزٍ وَأَمَانٍ"!! فلماذا تقولون في كتبكم عن كل حديث مرويٍ عن الإمامين الباقر أو الصادق لم يعجبكم مضمونه إنه صدر منهما على سبيل التقيَّة، وبهذا الحجة ترفضون كثيراً من الروايات المروية عنهما؟!

تاسعاً: جاء في الحديث الأخير (الخامس) في هذا الباب: "إِنَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا صَحِيفَةً فِيهَا مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ فِي مُدَّتِهِ فَإِذَا انْقَضَى مَا فِيهَا مِمَّا أُمِرَ بِهِ عَرَفَ أَنَّ أَجَلَهُ قَدْ حَضَرَ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ‏ o يَنْعَى إِلَيْهِ نَفْسَهُ وَأَخْبَرَهُ بِمَا لَهُ عِنْدَ اللهِ"!!

فنسأل: كيف يرجع رسول الله J إلى الدنيا بعد أن رحل عنها، ليأتي إلى الأئِمَّة عند وفاتهم؟!  حقاً، هل كان الراوي يفهم ما يُلَفِّقُهُ.

إضافةً إلى ذلك جاء في آخر الحديث: "أَنَّ الْمَلَائِكَةَ سَأَلَتِ اللهَ فِي نُصْرَتِهِ [أي نُصْرَةِ الْحُسَيْنِ u] فَأَذِنَ لَهَا، وَمَكَثَتْ تَسْتَعِدُّ لِلْقِتَالِ وَتَتَأَهَّبُ لِذَلِكَ، حَتَّى قُتِلَ، فَنَزَلَتْ وَقَدِ انْقَطَعَتْ مُدَّتُهُ، وَقُتِلَ u. فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: يَا رَبِّ! أَذِنْتَ لَنَا فِي الِانْحِدَارِ وَأَذِنْتَ لَنَا فِي نُصْرَتِهِ فَانْحَدَرْنَا وَقَدْ قَبَضْتَهُ؟!! فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِمْ أَنِ الْزَمُوا قَبْرَهُ حَتَّى تَرَوْهُ وَقَدْ خَرَجَ، فَانْصُرُوهُ وَابْكُوا عَلَيْهِ وَعَلَى مَا فَاتَكُمْ مِنْ نُصْرَتِهِ فَإِنَّكُمْ قَدْ خُصِّصْتُمْ بِنُصْرَتِهِ وَبِالْبُكَاءِ عَلَيْهِ...!!!".

وأقول: هل كان الله - نعوذ بالله - يلهو مع الملائكة ويمازحهم حتى يفعل ذلك؟! أليست هذه الأباطيل التي تضحك منها الثكلى سخرية بعالم الملكوت؟! هل يظنّ أي مؤمن مثل هذا الظن بالله العليم الحكيم؟ إن أولئك القوم لا عمل لهم إلا حثّ الناس على البكاء والعويل على أئمة الدين لأنهم يسترزقون من هذا الباب!

ولا يخفى أن هذا الحديث يدلُّ على عقيدة «الرَّجْعَة» التي ألَّف المرحوم «عبد الوهاب فريد التنكابني» (رحمه الله) كتاباً في إبطال تلك الخرافة وتفنيدها سمَّاه: «اسلام و رجعت» [الإسلام والرَّجْعَة] من المفيد قراءته. وللأسف لما كان المشايخ لدينا لا يرغبون بيقظة الناس و وعيهم، فقد منعوا إعادة طباعة ذلك الكتاب ونشره.

عاشراً: ألم يكن من الواجب على الأئِمَّةِ جميعِهِم اتِّباعُ القرآن وأحكامه وتطبيقها؟ إذن فما معنى الادِّعاء بأن لكُلِّ إمامٍ من الأئِمَّة كتابٌ خاصٌّ به؟ ألا يستتبع هذا الادِّعاء أن يختلف واجب كل إمام عن واجب الإمام الآخر؟! ونعم ما قاله الأستاذ حيدر علي قلمداران في رسالته بعنوان «جوابِ يک دهاتى به آقاى محلاتى» [أي: رَدُّ قُرَوِيٍّ على السيد المَحَلاّتي]:

"العيب الآخر للقول بالأئمة المنصوص عليهم هو أن هذا الإمام سيكون مأموراً بأمور غير التي يؤمر بها الإمام الآخر، كما يقول الشيعة بشأن أحوال عليٍّ والحسن والحسين عليهم السلام وأفعالهم. فالمسلمون في زمن كل إمام، إضافة إلى وضعهم أوامر كتاب اللهِ جانباً، سيضطرّون إلى صرف النظر عن طريقة حكم الإمام السابق ونظامه واِتِّبَاع حكمٍ أو نظامٍ مخالفٍ له، وهذا أمرٌ عجيبٌ ومشكلةٌ لا تنسجم مع أي عقل أو منطق.

إضافة إلى ذلك فحسب قول الشيعة فإن الأئمة الاثني عشر المنصوص عليهم رحلوا جميعاً عن الدنيا بعد 260 عاماً من الهجرة النبوية، وبقي واحد منهم فقط كي يأتي في آخر الزمن ويحكم سبع سنوات، فيكون مجموع مدة حُكم الأئمة هو 267 سنة فقط! فهل الإسلام الذي ينبغي أن يبقى حلاله وحرامه وحكومته إلى يوم القيامة، عليه أن يبقى كل تلك السنوات الباقية والمدد الطويلة دون حكومة، وعلى الأمة أن تبقى تائهة حائرة دون حاكم ينفذ فيها القوانين، بل تبقى الشرائع معطّلة كما حصل فعلاً؟؟!".

ومن المناسب هنا أن ننقل بعض ما ذكره المرحوم «مرتضى مطهَّري» الذي يُمْدَحُ كثيراً هذه الأيام في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ويُثنَى على أقواله ومؤلفاته. يقول تحت عنوان: «هل كان للإمام الحسين تعليمات خاصة به؟»:

"يقولون: كان هناك تعليمات خاصة بالإمام فقط. قيل له اذهب وقدِّم نفسك للقتل! إذاً، هذا لن يكون ذا صلة بي وبكم، أي غير قابل للاتباع والتأسّي به! عمله لا علاقة له بتعاليم الإسلام وبأوامره الكليّة والعامّة. ما أكبر الفرق بين كلام الإمام وكلامنا؟ لقد نادى الإمام الحسين u بأعلى صوته: إن علل نهضتي ودوافعها مسائل تنطبق على أصول الإسلام الكليّة العامّة. لم يكن هناك حاجة إذاً إلى تعاليم خاصة. في النهاية الحاجة إلى تعاليم خاصة تبرز عندما تكون التعاليم العامة غير وافية. إن الإمام الحسين u قال بصراحة تامة: إن الإسلام دين لا يُجيز لأي مؤمن - حتى لم يقل لأي إمام - أن يجلس مكتوف الأيدي وغير مبالٍ بالظلم والجور والمفاسد والآثام. لقد أوجد الإمام الحسين مدرسة هي مدرسة الإسلام العملي، مدرسته هي مدرسة الإسلام ذاتها. الإسلام بيّن والحسين عمل. ولكننا أخرجنا هذه الحادثة عن مدرسة الإسلام، وعندما أخرجناها عن مدرسة الإسلام لم تعد قابلة للتأسي والاتباع، وإذا لم تعد قابلة للتأسي والاتباع لم يعد من الممكن الاستفادة من الحسين، يعني أننا لا نستطيع أن نستفيد من حادثة كربلاء. من هنا نحن جعلنا هذه الواقعة العظيمة عقيمة من حيث تأثيرها وفائدتها. هل هناك في الدنيا خيانة أكبر من هذا؟"([4]).

"يقولون: إن حركة سيد الشهداء u معلولة لتعليمات خاصة به على نحو القضية الشخصية، وقد تلقّى الإمام أمراً خاصاً في منامه أو يقظته بهذا الخصوص! وذلك لأنه إذا اُعتُبِر أن الإمام تحرّك بناءً على أمر خاص به شخصياً فلا يمكن للآخرين أن يجعلوه مقتداهم وإمامهم ويقلِّدوه في هذا العمل، ولا يمكننا عندئذٍ أن نقول إن الحسين كانت لديه مدرسة، وهذا خلافاً لقولنا إن حركة الإمام الحسين u استُنبِطَت واستُخرِجَت من تعاليم الإسلام العامة، والإمام الحسين طبّق تلك التعاليم برأيه النيّر والصائب إذ كان على معرفة تامَّة بأحكام الإسلام وتعاليمه وعلم تامٍّ بوضع زمانه والطبقة الحاكمة في عصره، فطبّق تلك الأحكام على زمانه واعتبر أن واجبه الشرعي هو أن ينهض ويتحرّك، لهذا استند الإمام - في خطبته المعروفة - إلى حديث رسول الله Jالمعروف: "مَنْ رَأَى سُلْطَاناً جَائِراً مُسْتَحِلًّا لِحُرُمِ اللهِ نَاكِثاً لِعَهْدِ اللهِ مُخَالِفاً لِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ يَعْمَلُ فِي عِبَادِ اللهِ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ثُمَّ لَمْ يُغَيِّرْ بِقَوْلٍ وَلَا فِعْلٍ كَانَ حَقِيقاً عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ مَدْخَلَه‏". وقال أيضاً: "أَلَا تَرَوْنَ الْحَقَّ لَا يُعْمَلُ بِهِ وَالْبَاطِلَ لَا يُتَنَاهَى عَنْهُ لِيَرْغَبَ الْمُؤْمِنُ فِي لِقَاءِ اللهِ‏".

أي أنّ ما قام به الإمام كان واجب كل مؤمن ولم يكن واجب الإمام الحسين من ناحية كونه إماماً. ولكن الخطباء - رغبةً منهم في رفع مقام الإمام الحسين حسب ظنِّهِم- يقولون عادةً إن الإمام تلقّى أمراً إلهياً خاصَّاً بشخصه لمجاهدة شخص يزيد وابن زياد ويروون في هذا الصدد مئات المنامات والأشياء التي ظهرت له في اليقظة. وبالنتيجة يُخْرِجون قيام الإمام الحسين من دائرة العمل البشري الذي يمكن الاقتداء به واقتفاء أثره طبقاً لقوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ [الأحزاب/21]، ويوجدون فرقاً كالفرق بين السماء والأرض بينه بيننا، ويقولون لا تقِس عمل المعصومين الأبرار على نفسك، وأمثال هذه العبارات. بقدر ما توضَع التخيُّلات في هذا المجال من الجنّ والملك والأحلام واليقظة والتعليمات الخاصة، بقدر ما تصبح هذه النهضة بلا فائدة لنا ولا تأثير"([5]).



([1])   يُشار إلى أنّ كلاً من المَجْلِسِيّ والبِهْبُودِيّ صحَّحا الحديث 3 من الباب 111 في الكافي.

([2])   أصول الكافي، بَابٌ فِي أَنَّ الْأَئِمَّةَ بِمَنْ يُشْبِهُونَ مِمَّنْ مَضَى‏، ج 1، ص 269، الحديث 3.  وانظر أيضاً بَابُ الْفَرْقِ بَيْنَ الرَّسُولِ وَالنَّبِيِّ وَالْمُحَدَّث‏، ج 1، ص 177، حديث 4 ، حيث جاء فيه عن الإمام الصادق u : "..... لَقَدْ خَتَمَ اللهُ بِكِتَابِكُمُ الْكُتُبَ وَخَتَمَ بِنَبِيِّكُمُ الْأَنْبِيَاء". (المُتَرْجِمُ)

([3])   أثنى حضرة عليٍّ (ع) على أصحاب النبي J في عدة مناسبات ومن جملة ذلك تأسُّفه على فراقهم وقوله: "أَوِّهِ عَلَى إِخْوَانِيَ الَّذِينَ تَلَوُا الْقُرْآنَ فَأَحْكَمُوهُ وتَدَبَّرُوا الْفَرْضَ فَأَقَامُوهُ أَحْيَوُا السُّنَّةَ وأَمَاتُوا الْبِدْعَةَ دُعُوا لِلْجِهَادِ فَأَجَابُوا ووَثِقُوا بِالْقَائِدِ فَاتَّبَعُوهُ." (نهج البلاغة، الخطبة 182)  

([4])   مرتضى مطهّري، حماسه حسينى، أي الملحمة الحسينية، انتشارات صدرا، ج 1، ص 77 - 78.

([5])   مرتضى مطهّري، حماسه حسينى، أي الملحمة الحسينية، انتشارات صدرا، ج 3، ص 84 - 85.