201. بَابُ الْإِشَارَةِ وَالنَّصِّ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا (ع)

جاء في هذا الباب 16 حديثاً اعتبر المَجْلِسِيّ السند الأول للحديث الأول صحيحاً وسنده الثاني ضعيفاً، واعتبر الحديثين 2 و 9 موثَّقَين والحديث 5 مجهولاً، وبقيّة أحاديث هذا الباب ضعيفةً، أما الأستاذ البِهْبُودِيّ فلم يُصحِّح من أحاديث هذا الباب إلا الحديث الأول فقط.

يَتَبَـيَّنُ من الأبواب السابقة ومن عدد من الأبواب القادمة بشكل قاطع أنّه لم يكن أحدٌ من أصحاب الأئِمَّة، سواءً منهم أصحاب الأئِمَّة الخاصين مثل زُرارة وأبي بصير ومحمد بن مسلم وغيرهم أو الذين كانوا ملازمين للأئمَّة، يعلم إلى من ستصير الإمامة أي من سيكون الإمام بعد وفاة الإمام المعاصر له، ولذلك نجدهم -في الأحاديث- يسألون بشكل متكرَّر: من هو الإمام التالي؟ أنقذونا من نار جهنّم وعرّفونا بالإمام التالي!

إذن، بناءً على الروايات التي جمعها الكُلَيْنِيّ وأمثاله لم يكن أصحاب الأئمَّة يعرفون الإمام التالي لإمام زمانهم، الذي يعتبر الشيعة اليوم معرفتَه والإيمانَ به أصلاً من أصول دينهم! من هذا يَتَبَـيَّنُ أنّ معرفة الاثني عشر إماماً والإيمان بهم لم يكن جزءاً من دين أصحاب الأئِمَّة وعقيدتهم، ولكنَّ المشايخ أضافوا، فيما بعد، هذه المعرفة إلى أصول الدين وعقائده. بل حتى الأئِمَّة أنفسهم لم يكونوا يعلمون من هو الإمام التالي لكل واحد منهم، كما نجد أن الإمام الصادق (ع) عرّف بابنه إسماعيل في البداية على أنّه الإمام من بعده، ونجد الإمام الهادي أيضاً عرّف بابنه محمد في البداية على أنه الإمام من بعده، ولكن لما تُوُفِّي إسماعيل ومحمَّد قبل وفاة أبويهما قال الأبوان أنه بدا لِـلَّهِ فيهما!!([1])

إنّ نُوّاب حضرة موسى بن جعفر (ع) الخاصين كذّبوا بإمامة ابنه حضرة الرضا (ع) وأوجدوا بذلك مذهب «الواقِفة»! وتدلّ الحوادث المشابهة لهذه الحادثة على أنّه لم يتمَّ تعريف الأمِّة بأسماء الأئِمَّة من قبل. ولا يمكننا أن نجد، حتى في هذه القصص والأحاديث الواهية وغير المعتبرة التي أوردها الكُلَيْنِيّ، روايةً واحدةً تبيّن أنّه قد تمَّ تعريف الأمَّة بالإمام المنصوب من الله بصورة صحيحة ومعقولة، في حين أنّه لو كان الشارع قد عيّن سابقاً الاثنا عشر إماماً، لوصل ذلك إلى مسامِع الجميع مثلما وصلت سائر مسائل الشريعة وأصولها إليهم، ولعرف جميع الناس أو على الأقل أصحاب الأئِمَّة: أسماء الاثني عشر إماماً.

وفيما يلي سنذكر أسماء الرواة الذين ذكرهم الكُلَيْنِيّ في الكافي والذين سألوا الإمام مباشرة أو عبر واسطة: من سيكون الإمام بعدك؟ وإلى من نرجع بعدك؟ منذ زمن الإمام الحسين (ع) وحتى زمن الإمام الرضا (ع)، ويمكنكم أن تستخرجوا الرواة الذين سألوا مثل هذا السؤال بعد الإمام الرضا من كتاب «الكافي» أيضاً:



([1])   من المفيد قراءة ما جاء حول هذا الموضوع في كتاب «شاهراه اتحاد» [طريق الاتحاد]، (ص 248 فما بعد).