47. نماذج لما يرويه ابن فضَّال مما يُنْبِئُ عن ضعفه وعدم وثاقته

أحد أفراد هذه الأسرة يُدعى 68«الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ»  روى حديثاً لا يفيد إلا تشجيع الناس على ارتكاب الآثام! وفيما يلي نص الحديث:

عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْوَابِشِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع) قَالَ قُلْتُ لَهُ: إِنَّ لَنَا جَاراً يَنْتَهِكُ الْمَحَارِمَ كُلَّهَا حَتَّى إِنَّهُ لَيَتْرُكُ الصَّلَاةَ فَضْلًا عَنْ غَيْرِهَا. فَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَأَعْظَمَ ذَلِكَ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ هُوَ شَرٌّ مِنْهُ؟ قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: النَّاصِبُ لَنَا شَرٌّ مِنْهُ أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يُذْكَرُ عِنْدَهُ أَهْلُ الْبَيْتِ فَيَرِقُّ لِذِكْرِنَا إِلَّا مَسَحَتِ الْمَلَائِكَةُ ظَهْرَهُ وَغُفِرَ لَهُ ذُنُوبُهُ كُلُّهَا إِلَّا أَنْ يَجِي‏ءَ بِذَنْبٍ يُخْرِجُهُ مِنَ الْإِيمَانِ وَإِنَّ الشَّفَاعَةَ لَمَقْبُولَةٌ وَمَا تُقُبِّلَ فِي نَاصِبٍ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَشْفَعُ لِجَارِهِ وَمَا لَهُ حَسَنَةٌ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ! جَارِي كَانَ يَكُفُّ عَنِّي الْأَذَى فَيُشَفَّعُ فِيهِ، فَيَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَنَا رَبُّكَ وَأَنَا أَحَقُّ مَنْ كَافَى عَنْكَ فَيُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ وَمَا لَهُ مِنْ حَسَنَةٍ، وَإِنَّ أَدْنَى الْمُؤْمِنِينَ شَفَاعَةً لَيَشْفَعُ لِثَلَاثِينَ إِنْسَاناً، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَقُولُ أَهْلُ النَّارِ ﴿فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ. وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾  [الشعراء/100 - 101]."([1]).

إضافة إلى ذلك، فإن «ابن فضَّال» كان يعتقد بتحريف القرآن، فقد روى عن الإمام الرضا (ع) أنه قرأ الآية 40 من سورة التوبة على النحو التالي: (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا) قُلْتُ: هَكَذَا؟ قَالَ: هَكَذَا نَقْرَؤُهَا وَهَكَذَا تَنْزِيلُهَا"([2]).

في حين أن الآية جاءت في القرآن الكريم على النحو التالي: ﴿فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا﴾ [التوبة/40].

وحتى المجلسي اعترف أن حديث «ابن فضَّال» الأخير هذا يدلّ على أنّ مصحف الأئمة يختلف في بعض كلماته عن المصحف المعروف المتداول بين أيدي الناس!

وليس من البعيد أن يكون هدف «ابن فضَّال» - الذي كان واقفياً ومخالفاً للإمام الرضا (ع) - من وضع وافتراء مثل هذه الروايات جعل الناس ينفضّون عن الإمام الرضا ويبتعدون عنه.

وقد صرّح الإمام الرضا (ع) ذاته أن مخالفينا وضعوا روايات ضدَّنا ([3]).

نعم، مثل هذا الشخص روى هذا الحديث العاشر في هذا الباب. لذلك لا يمكننا أن نطمئن هل استشهد الإمام الصادق u فعلاً بذيل الآية 43 من سورة النحل أو الآية 7 من سورة الأنبياء أم لا، لأننا إذا انتبهنا إلى بداية الآيتين تبيّن لنا أن المقصود من ﴿أَهْلَ الذِّكْرِ﴾ فيهما أهل الكتاب من غير المسلمين، أي أتباع التوراة والإنجيل. هذا على الرغم من أنني أعلم أنه قد يُقال إن الإمام أشار إلى الآيات المذكورة من باب التشابه والتناسب مع الموضوع فقط لا أكثر، وليس قصده تفسير الآية وتوضيحها. وهذا التوجيه والتأويل مجرد احتمال بالطبع ولا يمكن التأكد منه.

متون الروايات الحادية عشرة والثانية عشرة والرابعة عشرة متون جيدة جداً.



([1])   الكُلَيْنِيّ، روضة الكافي، الحديث 72، وَكِلَا المجلسيُّ والبهبوديُّ اعتبرا الحديث غير صحيح.

([2])   الكُلَيْنِيّ، روضة الكافي، الحديث 571، وَكِلَا المجلسيُّ والبهبوديُّ اعتبرا الحديث غير صحيح.

([3])   راجعوا كتاب «زيارت و زيارتنامه» للأستاذ قلمداران، صفحة 154 - 155.