48. عودٌ إلى نقد روايات كتاب فضل العلم في المجلد الأول من الكافي

ß الحديث 13 - ضعّفه المجلسيّ. يقول الراوي: سَمِعْتُ الإمام الصادق u يَقُولُ: اعْرِفُوا مَنَازِلَ النَّاسِ عَلَى قَدْرِ رِوَايَتِهِمْ عَنَّا!!

ونسأل: هل مقام «سهل بن زياد» الذي روى روايات عديدة أعلى من مقام «محمد بن نافع»؟

ß الحديث 15 - سند الرواية ضعيف بسبب وجود «مُعَلّى بن محمد» فيه. وكذلك بسبب وجود «الوشّاء» و «الحسين بن محمد الأشعري» الذين تعرفنا عليهم في الصفحات السابقة([1]).

في رأينا إن هذا يزيد من مقدار الشك في الحديث. ومتن الحديث أيضاً كأغلب روايات جناب «الأشعري» غير مستقيم ولا مقبول. إنه يقول إن شخصاً يُدعى عُثْمَانُ الْأَعْمَى كان عند الإمام الباقر (ع) فقال له: "إِنَّ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ يَزْعُمُ أَنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ الْعِلْمَ يُؤْذِي رِيحُ بُطُونِهِمْ أَهْلَ النَّارِ. فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ u: فَهَلَكَ إِذَنْ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ، مَا زَالَ الْعِلْمُ مَكْتُوماً مُنْذُ بَعَثَ اللهُ نُوحاً u، فَلْيَذْهَبِ الْحَسَنُ يَمِيناً وَشِمَالًا فَوَ اللهِ مَا يُوجَدُ الْعِلْمُ إِلَّا هَاهُنَا!".

في نظرنا لا يمكن إلا لعدوّ أن ينسب مثل هذا الكلام إلى الإمام، لأنه يصوّر بشكل ضمنيّ وغير مباشر أن الإمام جاهل بالقرآن الكريم. ذلك لأن القرآن يقول إن مؤمن آل فرعون كان يكتم «إيمانه» (الغافر/28) وهذا لا علاقة له أصلاً بكلام الحسن البصري لأن الحسن البصري يقول إنه لا يجوز كتمان العلم وقوله يتوافق مع القرآن تماماً (البقرة/159 و 174) لكن الإمام يشير في ردّه على كلام الحسن البصري إلى كتمان الإيمان! ثم إنه يقول: إن العلم كان مكتوماً منذ زمن نوح u ! وليت شعري ألم يكن الأنبياء وأتباعهم الصادقون يظهرون العلم؟ وإلا فما الهدف من بعثتهم؟



([1])   لقد عرّفنا بالوشّاء في ص 146 فما بعد، وبالحسين بن محمد الأشعري في ص 159 فما بعد، من الكتاب الحاضر.